ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «جو بايدن» نائب الرئيس السابق يعتزم دخول السباق الرئاسي 2020. وربما يجيب نائب الرئيس السابق في إعلانه عن أسئلة محورية موجهة إليه مثل لماذا يريد أن يصبح بايدن رئيساً؟ وما الذي يأمل في تحقيقه من وجوده في المنصب؟ وكيف ستصبح الحكومة والبلاد مختلفة إذا نجح؟
والإجابة الحقيقية وغير المعلنة، عند كل مرشح طامح إلى المنصب، عن سبب خوضه السباق تتمثل في أنه يريد أن يكون رئيساً لأنه يريد هذا. وهذا ينطبق بشكل خاص على بايدن الذي يحسب له أنه لم يخف قط طموحه. وربما تجاوز الزمن «ديمقراطي» مثل بايدن، وهذا ليس لأنه سيصبح في الثامنة والسبعين من العمر فور انتهاء الانتخابات. بل لأنه معتدل في حزب تحرك نحو اليسار وبايدن يكن تقديراً للتفاوض والتوصل لحلول وسط، ويعتقد أنه من خلال علاقاته مع «الجمهوريين» وقدراته الإقناعية سيكون قادراً على صياغة اتفاق بين الحزبين.
لكن هناك مرشحين آخرين يرفضون هذا التصور، ليس لأنهم أكثر رغبة في المشاكسة منه، بل لأنهم راقبوا الحزب «الجمهوري» على مدار العقد الماضي. و«بايدن» يعلم ما فعله «الجمهوريون» أيضاً في هذا العقد لأنه كان نائباً للرئيس. فقد قرر «الجمهوريون» في الكونجرس رفض العمل مع أوباما في أي شيء. وكل إنجاز تشريعي كبير حققه أوباما في رئاسته أُقر بلا موافقة من أصوات «الجمهوريين» أو بعدد قليل للغاية من أصوات «الجمهوريين». ولم تكل محاولات أوباما للتوصل لحلول وسط مع «الجمهوريين» لكن كل محاولاته باءت بالفشل.
والحزب الجمهوري اليوم أكثر محافظة وعناداً عما كان عليه حينذاك. وإذا كان لدى «بايدن» مسوغٌ كي يعتقد أنهم سيعملون معه لإنجاز تشريع تقدمي، فإننا في شوق كي نعرف ماذا عساه أن يكون هذا التشريع. ولا نعرف بعد إذا ما كانت عبارة «إنني الشخص الذي بوسعه التوصل لحلول وسط بين الحزبين» ستصبح الحجة المنطقية المحورية لترشيحه، لكن إذا كانت كذلك فإنه سيواجه الكثير من الشك. وهذا لا يعني أن ليس لديه حجة إجمالاً يقيمها، بل يستطيع الدفع بأن لديه خبرة في الحكومة الاتحادية والفرع التنفيذي أكبر من أي مرشح آخر وهو كذلك بالفعل. وربما كان لهذا معنى أكبر في حقبة أخرى عما له الآن. ويمكنه القول إن الفترة الطويلة التي قضاها في الحكومة تعطيه قدرة فريدة على أداء المهام الإدارية لعمله، لكن سيتعين عليه شرح سبب كون هذا أهم للناخبين في الانتخابات الأولية من مثلاً قائمة أولويات أكثر تقدمية.
* كاتب وصحفي أميركي
ينشر بترتب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيزج نيوز سيرفس»